الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أمّا بعد،
فإن البحث العلمي، والدراسة الهادفة، وسيلة من وسائل الأمم المتحضرة للتطلّع نحو مستقبل أفضل.
فما أَحيَت أمّة من الأمم جانب البحث والدراسة لقضاياها النازلة والمستجدة إلا وتوصّلت بذلك إلى نتائج أحسن، وتمكّنت أن تضع لمجتمعاتها حلولًا وبدائل لكثير من المسائل الشائكة والمستعصية، وأن تساهم في توعية شبابها، وتثقيف أبنائها، وتبصيرهم بما يصلح لهم، ويحقّق لهم السعادة ويجنبهم المخاطر والشقاء.
وإنّ إنشاء مركز الإمام البخاري للبحث العلمي والدراسات الإسلامية في لبنان، ليُعتَبر خطوة جادّة لإحياء جانب البحث والدراسة الذي يساهم في نهضة الأمّة علمياً، وفكرياً، وثقافياً، ويرتقي بها في سُلَّم الأخلاق والسلوك الذي ينبغي أن يكون عليه الإنسان المكرّم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}.
وهذه ثمرة البحث في أبعادها الحقيقية: التوصل إلى ما يكرّم الإنسان وفق نتائج صحيحة، تحقّق له الحياة السعيدة، وبالتالي: الأمن والرخاء.